يؤكد جلالة الملك عبد الله الثاني مراراً وتكراراً وبكل ثقة على منعة وقوة الأردن واستقراره وتميزه، أن الأزمة الحالية التي يمر بها الأردن والمنطقة من الحرب البشعة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، زادت الأردن قوة وصلابة في مواقفة ووحدته الوطنيه ودفاعه عن حق الشعب الفلسطيني ودعمه، حتى يحقق أهدافه على أرضه، واقامة دولته المستقلة وعاصمتها ألقدس الشرقية.
الشعب الأردني من مختلف منابته وأصوله، و ضيوفه من المقيمين على أرضه من اللاجئين من الشعوب الشقيقة الذين جاءوا إلى الأردن ليأمنوا على حياتهم وأعراضهم، واحتضنهم الأردن العرين العربي الإسلامي الهاشمي،كل هذه المكونات على أرض الأردن تؤمن إيماناً مطلقاً، بأن قوة الأردن ومنعته وصلابته أمام الأطماع والمهددات الخارجية المحيطة، والفتن الداخلية، هي أولاً وقبل كل شيء تعود لحكمة جلالة الملك وقيادته وشجاعته، التي قادت الأردن دائماً وأبداً إلى شواطئ الأمان والنجاة، من عواصف الأزمات المتكررة والمتفاقمة في هذه المنطقة الهام? من العالم، والتي يقع الأردن في قلبها، ويتربع على راس الاهتمامات الدولية فيها، وخاصة أنه يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية منذ أكثر من ٧٥ عاما، ويحمل بكل أمانة وإخلاص، أعباء «القضية» التي يعتبرها الملك قضيته وقضية الأردن الأولى لأسباب أهمها: وحدة الديمغرافية الأردنية الفلسطينية، ووحدة الجغرافيا للأردن مع فلسطين، ثم رسالة الملك وأسرته الهاشمية القومية والدينية، وأمانته بالوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
الأزمات التي مرت بها المنطقة والأردن كبيرة ومتعددة أهمها وليس أخرها «حروب الخليج و"الربيع العربي» وأزمة كورونا، والمواجهات اليومية للشعب الفلسطيني مع الاحتلال في الضفة الغربية والاقتحامات الصهيونية المتطرفة للمسجد الأقصى وصفقة القرن والانتفاضات الفلسطينة وحرب غزة...
معظم تلك الأزمات عصفت بغالبية دول المنطقة واستقرارها وأمنها ومستقبل أجيالها لعقود قادمة، وأضاعت كل الإنجازات التي تحققت خلال عقود من الزمن من تعب الشعوب وثرواتها وكفاحها، وأصبحت بعضها دولاً فاشلة على مستوى مؤسساتها وجيوشها وأجهزتها الأمنية وكل هياكل الدولة فيها، ولا تستطيع أن تحافظ على حياة المواطن فيها.
ولكن الأردن الفقير بموارده المالية والاقتصادية، الكبير بقيادته وملكه وشعبه وجيشه ومؤسساته الأمنية، تمكن من تجاوز كل تلك الأزمات، وبحكمة قيادة الملك عبدالله الثاني تم تحويل التحديات وتبعاتها إلى فرص وتراكم في الخبرات في سبل مواجهتها والتغلب عليها، وليس ذلك فحسب، بل أصبح الأردن أكثر قوة وصلابة في مواجهتها وآخرها الحرب الظالمة على غزة، وإن تكررت لا سمح الله، فهو الواثق بأنه صاحب الكلمة العليا بالحق والحكمة، والقادر على تجاوزها والتصدي لها ببسالة.
لقد أدرك الاعداء قبل الأصدقاء أن الملك أصبح مرجعية دولية موثوقة في معالجة ازمات المنطقة وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق، ورؤيته العادلة لتوطيد السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، لجميع شعوبها ودولها بما فيها الشعب اليهودي ودولة إسرائيل جنباً إلى جنب مع دولة فلسطين المستقلة.
نعم، إن الشعب الأردني يؤمن ويثق بكل الولاء والانتماء لجلالة الملك، بقوة المملكة ومنعتها ووحدتها الوطنية ومستقبلها المشرق بحول الله، وبأن الملك هو قبطان النجاة للوطن وشعبه من العاديات والأزمات، التي واجهت الأردن خلال الـ ٢٥ عاماً الماضية من تاريخ الدولة، وأن عبدالله الثاني هو أغلى ما يملك الأردنيون من شتى أصولهم وأطيافهم، وهو صانع الفرص والمجد والتميز للوطن وشعبه.
حمى الله وحفظ الاردن ملكاً وشعباً وهو خير حافظا.ً
[email protected]